وزير الاقتصاد الوطني يشارك في أعمال منتدى الاقتصاد والتعاون العربي
تم النشربتاريخ : 2014-05-14
القدس- نقلا عن معا - اختتمت اليوم في العاصمة السعودية الرياض أعمال الدورة الأولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية بالرياض. وقد شارك وزير الاقتصاد الوطني د. جواد ناجي في اعمال هذه الدورة.
وحضر المنتدى الذي أستمرت أعماله لمدة يومين مجموعة الدول العربية الاعضاء في جامعة الدول العربية ومجموعة دول وسط آسيا التي تمثل أوزبكستان، قرغيزستان، تركمانستان، طاجيكستان، كازاخستان وجمهورية أذربيجان وعدد كبير من مؤسسات المالية العربية والدولية ومؤسسات العمل العربي المشترك.
وبحث المنتدى على مدى يومين العلاقات التاريخية بين الدول العربية ومجموعة دول وسط آسيا وأذربيجان والسبل الكفيلة لتطويرها، كما وبحث المنتدى العلاقات الاقتصادية والتجارية ما بين الدول العربية ودول وسط آسيا والسبل الكفيلة لتطويرها وزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة والتعاون في مجال النقل والطاقة بشقيها التقليدي والمتجدد والتعاون بين مؤسسات القطاع الخاص والغرف التجارية والمشاركة في المعارض الدولية وتشجيع رجال الاعمال في الجانبين لتبادل الزيارات وإستكشاف فرص الاستثمار.
وقد صدر عن المنتدى إعلان رسمي بإعلان الرياض يلخص أهم النتائج التي صدرت عن المنتدى وأوجه التعاون بين الدول العربية ودول وسط آسيا وأذربيجان.
وقد أستأثرت القضية الفلسطينية بجزء هام من هذا البيان حيث تم التأكيد فيه على أن الدول المشاركة تؤكد على مساندة قضية الشعب الفلسطيني العادلة وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما وأدان البيان الممارسات الاسرائيلية التي تستهدف تهويد القدس وعروبتها.
وتم في ختام أعمال المنتدى التوقيع على مذكرة تفاهم بين جامعة الدول العربية ومجموعة دول آسيا الوسطى وأذربيجان لتطوير التعاون الثنائي في كافة المجالات بين الدول العربية وهذه الدول، كما وتم التوقيع أيضاً على إتفاقية منع الازدواج الضريبي بين المملكة العربية السعودية ودول وسط آسيا وأذربيجان.
ونقل "الفيصل" للمشاركين تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده، وأملهما في أن يخرج المؤتمر بما يتفق مع آمال وطموحات شعوبنا وأن يجسد بالفعل جسور التواصل والتعاون الاقتصادي والثقافي.
وأكد أن أعمال الدورة الأولى للمنتدى تعكس الرغبة المشتركة للبناء على مخزون العلاقات التاريخية والروابط الدينية والثقافية التي تجمع بين منظومة الدول العربية ومجموعة دول آسيا الوسطى وأذربيجان.
وقال: إن من يمعن النظر في طبيعة السياسة الدولية في عصرنا الحالي فإن أول ما يبصره للأسف هو تحول السياسة الدولية عن التوازن الذي كان يحكم علاقات الدول في إطار منظمات دولية فاعلة، ودول كبرى كانت على الأقل تعمل وفق مبادئ المنظومة الدولية، وكان هناك محاولات للتصدي للأزمات الدولية على أساس السعي لخلق مصالح مشتركة يرى فيها الجميع مصلحة له، قائلاً: لم نكن نسمع من الدول الكبرى مقولة أن سياساتها الخارجية مبينة على المصالح الوطنية فقط، وإنما كانت تنظر لتنمية المصالح المشتركة بينها وبين الدول الأقل حجماً، معبراً عن أسفه لتغير الوضع من الحرص على سيادة الدول وإستقلالها والحرص على أمنها إلى نهج يؤكد أن إصلاح الأوضاع الدولية يكمن في تغيير الأوضاع في هذه الدول من الداخل
وأضاف: أصبحت المطالبات بتغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية الداخلية من الدول المتقدمة على اعتبار أنهم يمثلون القيم الإنسانية مما يسمح لهم بهذا التدخل، وأصبحت الأزمات عندما تظهر إلى الوجود مجالاً للتسابق على التدخل في الشؤون الداخلية، مما يؤدي إلى تفكك في المجتمعات معتبراً أن ذلك من أهم أسباب ظاهرة الإرهاب التي تعود بالضرر على الجميع مما يتطلب تعاون الجميع للتصدي له والكف في ذات الوقت عن التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وأبان وزير الخارجية: أن من البديهي القول “إن قضايانا التي تهمنا لن تحل إلا بتضامننا والاعتماد على أنفسنا، ولكن ذلك حديث لنا موعد سوياً للخوض فيه في المستقبل القريب إن شاء الله، أما الآن وفي هذا اللقاء فقد تم التوافق على التركيز على الجوانب الاقتصادية بيننا".
وبين أن ما يضفي على اجتماع اليوم أهمية خاصة كونه يأتي في سياق ما تشهده العلاقات العربية من نشاط وتطور ملموس مع الدول والمجموعات الإقليمية على امتداد عالمنا، بهدف تعزيز وتطوير هذه العلاقات بما في ذلك علاقات العالم العربي مع جمهوريات آسيا الوسطى ودولة أذربيجان، وأوضح وزير الخارجية أن ما تتمتع به الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان من موارد طبيعية وبشرية وثروات معدنية وموقع جغرافي واستراتيجي متميز يوفر لها فرصاً استثمارية واعدة بما في ذلك الدخول في مشاريع متكاملة وإرساء دعائم راسخة من التعاون المثمر الذي يعود بالنفع والمصلحة لسائر دولنا.
وقال: أسمحوا لي قبل الخوض في هذه الأمور أن أعود بكم إلى الوراء، إلى الماضي الذي شهد طريق الحرير وما كان يرمز إليه من التواصل والتلاقي في ثقافاتنا، فمن منا من لم يقرأ عن سلسلة القوافل التجارية ونفحات التلاقي الفكري والحضاري الذي تميزت به علاقتنا التاريخية الأمر الذي هيأ لنا إمكانية الإسهام المشترك في صنع ونمو الحضارة الإنسانية وبلورتها عن طريق علماء الفقه والحديث من أمثال البخاري والسمرقندي والنسائي، وعلماء الطب والفلك والرياضيات على شاكلة ابن سيناء والفارابي والبيروني والخوارزمي وغيرهم من العلماء والمفكرين.
وتابع سمو وزير الخارجية قائلاً : إلا أن تداعيات الزمن وانحسار عوامل الاتصال والترابط لأسباب مختلفة ليس هذا مجال الخوض فيها ،باعدت فيما بيننا وأزالت ما كان يربطنا من جسور وما كان يجمعنا من وشائج، وحين نجتمع اليوم فإن أمامنا هدفاً واضحاً وغايةً محددة يتعين علينا التركيز عليها وبلوغها، وهي تفعيل كل السبل المتاحة لإعادة الحيوية إلى علاقاتنا وبعث الحياة إلى قنوات الاتصال وتنشيط آليات التعاون المنبثقة عن روابطنا التاريخية المشتركة والتأسيس لعلاقات مستقبلية مزدهرة، ودعا سموه إلى الشروع في رسم خارطة طريق تضمن لنا سبل النمو المضطرد لتعزيز التواصل والتقارب الثقافي بين دولنا، عن طريق إقامة المعارض والملتقيات الثقافية المشتركة وتكثيف التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث وإتاحة الفرصة للطلبة والشباب للتعارف وتبادل الرؤى والأفكار وإيقاظ حسهم المشترك لما يربط ثقافتنا من أرث تاريخي ومصالح مشتركة وحثهم على تلمس آفاق المستقبل.
وأكد وزير الخارجية سعود الفيصل في ختام كلمته أن المملكة العربية السعودية ومن منطلق رغبتها الأكيدة في إعطاء دفعة للعلاقات فيما بين البلدان العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، فقد أبرمت اتفاقيات إطارية للتعاون الثنائي في المجالات الثقافية والتعليمية مع كافة دولكم، وتبلور عن هذه الاتفاقيات لجان مشتركة تجتمع بشكل دوري وأيضا مجالس مشتركة لرجال الأعمال.